كما الكثير من أبناء جيله يبحث محمد من فسحةٍ للعب في ظل قسوة اللجوء التي عاشها مع أهله جرّاء حرب نظام الأسد ضد الشعب السوري، عشق محمد الحاج المولود في مدينة حلب عام 2008 لعبة الشطرنج منذ سنوات عمره الأولى، لكن ظروف النزوح ثم اللجوء منعته من ممارسة عشقه لهذه الرياضة.
مع لجوء محمد إلى مدينة غازي عنتاب التركية، بدأت ظروف حياته كطفلٍ عاش مأساة الحرب تتغير، هو الآن في الصف السادس ويتفوق على أقرانه في مدرسته التركية.
الطفل المهذّب لم يكتفي بالتفوق الدراسي، دفعه ذكائه وحماسه لمتابعة عشقه للشطرنج فكان نادي “رانيا العباسي” للشطرنج أحد أندية برنامج “الحماية” في منظمة الروَّاد للتعاون والتنمية الحضن الدافئ، والمكان الآمن لتطوير إمكانيات محمد في لعبة الأذكياء.
الأشهر الأولى من العام 2018 كانت البداية لمحمد مع اللعبة، بدأ تدريباته المكثّفة على يد المدرب الشاب إيهاب طويل المشرف على اللعبة في منظمة الروَّاد.
لم ينتظر محمد الكثير من الوقت للوصول لبطولات الصغار في تركيا، حقق الكثير من المراكز الجيدة، كان أبرزها إحرازه كأس المركز الأول في بطولة غازي عنتاب، والميدالية الذهبية بفردي الصغار لفئة 11 عام.
لم يكن محمد صيداً سهلاً لمنافسيه في بطولة الجمهورية التركية التي استضافتها غازي عنتاب عام 2018 واستطاع الوصول للمركز السادس رغم مشاركة مجموعةٍ من الأندية، كما أحرز المركز السابع في بطولة هاتاي الدولية، وحصل فيها على ست نقاط من أصل تسع نقاط ممكنة رغم أن عمره التدريبي قليل مقارنةً بغيره من الأطفال الذين شاركوا في البطولة.
إيهاب طويل المشرف على تدريب محمد يقول: “رغم قصر الفترة الزمنية لدخول هذا الطفل لعبة الشطرنج إلا أن موهبته كانت واضحة، وعشقه للعبة كان كبيراً منذ الأيام الأولى لانضمامه للنادي”
يؤكد المدرب أن لاعبه يمتلك سرعة بديهة كبيرة وهي من أهم عوامل النجاح في لعبة الشطرنج، واستطاع الوصول لتصنيفٍ جيد في اللعبة خلال فترةٍ قصيرة، كما حقق الفوز على لاعبين أقدم منه في اللعبة، وأكثر خبرة.
قصة نجم الشطرنج الصغير محمد الحاج ليست الوحيدة بين قصص الأطفال السوريين، رغم صعوبة الحياة لكنهم يثبتوا كل يومٍ للعالم أن طفولتهم الحزينة ليست عائقاً أمام أحلامهم الكبيرة والتي تسعى منظمة الروَّاد للتعاون والتنمية عبر مشاريعها المتعدّدة أن تحقّقها لتكون منارةً لسورية المستقبل.
Previous
Next